الثاني: أنها في محل نصب حال من ضمير الفاعل المستتر في "انقَلَبَ"، وهي حال مؤكِّدة. وهو المختار عند العكبري، وجوَّز فيها الاستئناف. ولا حاجة هنا إلى إضمار (قد) على الصحيح. ويؤيد هذا الوجه قراءة: خاسرًا الدنيا والآخرة"، بقراءة النصب.

الثالث: بدل من قوله: "انقَلَبَ"؛ فهي في محل جزم، ونظيره إبدال المضارع من المضارع في قوله تعالى: "وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ يَلقَ أَثَامًا * يُضاعَفْ لَهُ العَذَابُ" [الفرقان 25/ 68 - 69].

ذَلِكَ هُوَ الخُسرَانُ المُبينُ:

ذَلِكَ: ذَا: في محل رفع مبتدأ. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب. هُوَ: ضمير فصل لا محل له من الإعراب، أو هو في محل رفع بدل أو مبتدأ ثان. الخُسرَانُ: خبر مرفوع عن "ذَلِكَ" على إعراب "هُوَ" ضمير فصْل أو بدلًا، وعن "هُوَ" على إعرابه مبتدأ ثانيًا. وعلى الوجه الأخير يكون "هُوَ الخُسرَانُ" جملة في محل رفع خبر عن "ذَلِكَ". المُبِينُ: نعت مرفوع.

* وجملة: "ذَالِكَ هُوَ الخُسرَانُ" تذييل مقرر لمضمون ما قبله لا محل له من الإعراب.

{يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12)}

يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ:

يَدعُوا: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدَّرة للثقل. والفاعل مستتر تقديره: (هو). مِن دُونِ: جار ومجرور. اللَّهِ: الاسم الجليل مجرور بالإضافة. والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل "يَدعُوا"؛ أي: متجاوزًا دعاء الله.

مَا: موصولة، أو نكرة موصوفة وعلى الوجهين هي في محل نصب مفعول به.

لَا: نافية لا عمل لها. يَضُرُّهُ: مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره: (هو)، والهاء: في محل نصب مفعول به. وَمَا لَا يَنفَعُهُ: إعرابه كإعراب ما عطف عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015