أحدهما: أنه في محل جر عطفًا على قوله: "بِمَا قَدَّمَت يَدَاكَ"، والمعنى ذلك بسبب تقدمة يديك وانتفاء وصف الظلم عنه سبحانه. ومن هنا قال ابن عطية: "اختلف في الوقف على قوله: "يَدَاكَ" فقيل: لا يجوز".

والثاني: أنه في محل رفع خبر عن مبتدأ مضمر والتقدير: والأمر أن الله ليس بظلام ... والجملة على هذا الوجه "اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبلها"؛ فلا محل لها من الإعراب.

وفي استعمال صيغة المبالغة إشكال لخَّصه السمين وأجاب عنه بقوله: "إذا قلت: زيد ليس بظلام لا يلزم منه نفي أصل الظلم؛ فإن نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم". والجواب أن المبالغة إنما جيء بها لتكثير المحل؛ فإن العبيد جمع. وأحسن منه أن يقال إن (فَعَّالًا) هنا للنسب؛ أي بذي ظلم للمبالغة". ورد هذا الجواب الشهاب فقال: "وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم من نفي ظلم كثير من العباد نفي ظلم بعضهم. وقيل: إن الظلم القليل لو صدر منه كان عظيمًا؛ كما يقال: حسنات الأبرار سيئات المقربين. وقيل: يجوز أن تعتبر المبالغة بعد النفي؛ فيكون مبالغة في النفي، لا نفيًا للمبالغة، وفيه نظر".

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)}

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرفٍ:

الواو: للاستئناف.

مِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ اللَّهَ (?): في إعرابه وجهان:

أحدهما: مِنَ النَّاسِ: جار ومجرور في محل رفع مبتدأ على المعنى، أو هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015