{ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)}
ثَانِيَ عِطْفِهِ:
ثَانِيَ (?): حال منصوبة من ضمير الفاعل في "يُجادِلُ"، أي: معرضًا أو لاويًا عنقه، أو هو حال من الضمير المستكن في الأحوال التي بعده وهي قوله: بغير علم ولا هدى ولا كتاب، وهو - على هذا الوجه الأخير - نظير قوله: "فَتَقعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا" [الإسراء 17/ 29]. إذ يجوز فيه إعراب "مَحسُورًا" حالًا ثانية من ضمير الفاعل في "تَقْعُدَ"، أو من الضمير المستكن في "مَلُومًا". وقال ابن عطية: لا يجوز أن يكون حالًا من "مَن"؛ لأنها ابتداء، والأبتداء إنما عمله الرفع لا النصب".
عِطفِهِ: مضاف إليه مجرور. والضمير في محل جر بالإضافة. والإضافة هنا في تقدير الانفصال؛ أي: ثانيًا عطفه، ولذلك لم يكتسب التعريف بالإضافة.
لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّه:
اللام: جارة مفيدة للتعليل أو للعاقبة. يُضِلَّ: مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة جوازًا. والفاعل مستتقر تقديره (هو). عَن سَبيلِ: جار ومجرور.
اللَّه: الاسم الجليل مضاف إليه مجرور. والجار مع مجروره متعلّق بـ "يُضِلَّ".
- والمصدر المؤول في محل جر باللام، وهو متعلق إما بـ "يُجادِلُ"، ولم يذكر أبو حيان غيره. وكذلك قال الزمخشري (?): "هو تعليل للمجادلة".
وإما بـ "ثَانِيَ عِطفِهِ" فيكون تعليلًا للإعراض.