- والمصدر المؤول معطوف على ما قبله؛ فله حكمه في الإعراب، وفي قوله: "آتِيةٌ" "إيثار صيغة اسم الفاعل على الفعل للدلالة على تحقق إتيانها وتقرره"، قاله أبو السعود (?).
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)}
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ:
الواو: جعلها ابن عطية للحال؛ وأعترضه أبو حيان فهي عنده للعطف، ويجوز أن تكون للاستئناف، ويأتي بيان الخلاف.
مِنَ النَّاسِ (?): جار ومجرور، وفيه قولان على ما تقدَّم في غير موضع:
أحدهما: أنه في محل رفع مبتدأ على المعنى، أو متعلق بمحذوف مبتدأ.
والثاني: أنه متعلق بمحذوف خبر مقدّم.
مَن: اسم موصول، أو نكرة موصوفة. وعلى الوجهين هو في محل رفع، ويحتمل فيه أن يكون خبرًا عن الجار والمجرور المتقدم، أو أن يكون مبتدأ مؤخرًا على التفصيل السابق.
يُجَادِلُ: مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره: (هو). في اللَّهِ: جار ومجرور متعلق بـ "يُجَادِلُ"، وهو على تقدير مضاف محذوف، أي في شأن الله أو صفاته أو قدرته.
* وجملة: "يُجادِلُ" جملة موصول لا محل لها من الإعراب إذا أعربت "مَن" موصولة، وفي محل رفع إذا أعربته نكرة موصوفة.