أحدهما: إِنَّ: حرف ناسخ مكفوف عن العمل. ومَا: كافة، وهما، مجتمعين، أداة مفيدة للحصر. يوحَى: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة. إِلَيَّ: جار ومجرور متعلق به.

* وجملة {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا ... } ابتدائية مندرجة في مقول القول.

والثاني: إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. مَا: موصول في محل نصب اسم "إِنَّ".

* وجملة: {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا ... } صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، ولم يذكر أبو حيان غيره.

ولا خلاف في إفادة "إِنَّمَا" المكسورة الهمزة للقصر. ويلخص الشوكاني فرق ما بين إعراب "مَا" موصولة أو كافة في إفادة القصر هو أنه: "إن كانت "مَا" موصولة فالمعنى أن الذي يوحى إليَّ هو أن وصفه تعالى مقصور على الوحدانية. وإن كانت "مَا" كافّةً، فالمعنى أن الوحي إليَّ مقصور على استئثار الله بالوحدة. ووجه ذلك أن القصر أبدًا يكون لما يلى "إِنَّمَا". فـ "إِنَّمَا" الأولى لقصر الوصف على الشيء كقول: إنما يقوم زيد؛ أي: ما يقوم إلا زيد. والثانية لقصر الشيء على الحكم؛ كقولك: إنما زيدٌ قائم؛ أي: ليس له صفة إلا القيام". ووقع الخلاف في إفادة "أَنَّمَا" المفتوحة الهمزة للقصر (أي للحصر). ويأتي بيانه.

{أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}:

أَنَّ: حرف مصدري ناسخ مؤكِّد. مَا: كافّة. إِلَهُكُمْ: مبتدأ مرفوع.

والضمير في محل جر بالإضافة. إِلَهٌ: خبر "أَنَّ" مرفوع.

وَاحِدٌ: نعت مرفوع.

- والمصدر المؤول من "أَنَّ" ومعموليها في محل رفع نائب عن الفاعل.

قال العكبري: "وما الكافة لا تمنع من ذلك [أي من المصدرية].

وذهب الزمخشري إلى "أَنَّمَا" المفتوحة الهمزة تفيد القصر كالمكسورة الهمزة.

قال الزمخشري: ""إنما" لقصر الحكم على شيء، أو لقصر الشيء على حكم، كقولك: إنما زيدٌ قائم، وإنما يقوم زيد. وقد اجتمع المثالان في هذه الآية؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015