والثاني: منصوب على الحال؛ إما مبالغة بجعله نفس الرحمة، وإما على تأويل مضاف محذوف، أي ذا رحمة، أو على تأويله بمشتق؛ أي: راحمًا. وقيل: هو على القلب، أي: وما أرسلناك للعالمين إلا رحمة. قال الشوكاني: "الاستثناء مفرغ من أعم الأحوال والعلل؛ أي ما أرسلناك لعلّة من العلل إلا لرحمتنا الواسعة". وقال أبو السعود: "أو ما أرسلناك في حال من الأحوال إلا حال كونك رحمة لهم".

لِلْعَالَمِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الياء. وفي متعلقه أقوال (?):

أحدها: متعلق بمحذوف صفة لـ "رَحمَةً". والتقدير: رحمة كائنة للعالمين.

والثاني: متعلق بـ {أَرْسَلْنَاكَ}. عند من يجيز تعلُّق ما بعد "إِلَّا" بما قبلها، أو بمحذوف عند من لا يجيز ذلك. وهذا -على ما حققه السمين- هو من الاستثناء المفرغ؛ لأن المفرغ عبارة عمَّا افتقر فيه ما بعد "إِلَّا" لما قبلها على جهة المعمولية له". وقد استشكل في ذلك على شيخه أبي حيان؛ إذ يقول: "لا يجوز على المشهور أن يتعلَّق الجار بعد "إِلَّا" إذا كان العامل مفرغًا له؛ نحو ما مررت إلا بزيد".

{قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}

{قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (?):

قُل: فعل أمر. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره (أنت).

{قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ}: إِنَّمَا: في إعرابه قولان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015