أَوَّلَ خَلقٍ: مفعول به منصوب بـ "بَدَأنَا". وخَلقٍ: مضاف إليه مجرور، والتقدير: نعيد أول خلق إعادةً مثل بدأتنا له، كما أبرزناه من العدم إلى الوجود، نعيده من العدم إلى الوجود. وإلى هذا ذهب العكبري بقوله: "الكاف: نعت لمصدر محذوف؛ أي نعيده عودًا مثل بدئه". قال السمين: "والأحسن أن يقول: (إعادة) ".
2 - الكاف: جارة مكفوفة. مَا: كافة. بَدَأنَا أَوَّلَ خَلقٍ: فعل وفاعل ومفعول. والمعنى نعيد أول الخلق كما بدأناه تشبيهًا للإعادة بالإبداء في تناول القدرة، وإليه ذهب الزمخشري.
3 - الكاف: في محل نصب بفعل مضمر يفسره "نُعِيدُهُ". مَا: موصول في محل جر بالإضافة. بدأنا: فعل وفاعل. أول خلق: فيه قولان:
أحدهما: هو ظرف لـ"بَدَأنَا"، أي في أولِ زمانِ خلقٍ.
والثاني: منصوب على الحالية من الضمير العائد المقدر في جملة الصلة؛ أي: (بدأناه). والمعنى: نعيد مثل الذي بدأنا نعيده.
وقد جوَّز الزمخشري هذا الوجه، واعترضه أبو حيان منكرًا تهيئة "بَدَأنَا" لأنْ تنصب "أوَّلَ خَلقٍ" على المفعولية، وقَطْعِه عنه بالمفسر من غير ضرورة داعية لذلك، وارتكابه إضمار "يعيد" مفسرًا إيَّاه. وعدَّ أبو حيان هذا عجمة في كتاب الله. كذلك أنكر أبو حيان نصب الكاف بفعل مضمر؛ قال: "هو ضعيف جدًّا؛ لأنه مبني على أن الكاف اسم لا حرف. وليس مذهب الجمهور؛ وإنما ذهب إلى ذلك الأخفش؛ وخصَّه البصريون بالضرورة. أما السمين فانتصر للزمخشري في هذا فقال: "كل ما قدَّره [يعني الزمخشري] جار على القواعد المنضبطة، وقاده إلى ذلك المعنى الصحيح؛ فلا مؤاخذة عليه. يظهر ذلك بالتأمُّل لغير الفطن".
أوَّلَ خَلقٍ: في إعرابه أقوال تقدم بعضها:
أحدها: مفعول به منصوب بـ "بَدَأنَا".
الثاني: ظرف زمان للفعل "بَدَأنَا".
الثالث: منصوب حالًا من الضمير المقدَّر العائد على الموصول في "بَدَأنا".