وفي متعلق "حَتَّى" أقوال (?):

أحدها: أنها متعلقة بـ "حَرَامٌ"، وهي غاية له؛ لأن امتناع رجوعهم لا يزال حتى تقوم القيامة. وما بعدها قول مستأنف، وهو قول الزمخشري والعكبري، وعبارة العكبري: "متعلقة في المعنى بـ "حَرَامٌ"، ولا عمل لها في "إِذَا"".

الثاني: أنها "متعلقة بمحذوف دلَّ عليه المعنى، وهو تأسفهم على ما فرطوا فيه من الطاعة حتى فاتهم الاستدراك"، وهو قول الحوفي.

الثالث: أنها على بعض التأويلات المتقدمة متعلقة بـ "يَرجِعُونَ"، والمعنى أن عدم رجوعهم لا يزال حتى قيام الساعة.

الرابع: أنها متعلقة بـ "تَقَطعُوا" وهو قول ابن عطية. واستبعده أبو حيان من جهة كثرة الفصل، وإن استحسنه من جهة المعنى.

قال أبو حيان: "وكون "حَتَّى" متعلقة بـ "تَقَطَّعُوَا" فيه بعد من حيث كثرة الفصل، لكنه من حيث المعنى جيد، وهو أنهم لا يزالون مختلفين على دين الحق إلى قرب مجيء الساعة، فإذا جاءت الساعة انقطع ذلك كله". ويتحصل من ذلك أن "حَتَّى" يحتمل فيها أن تكون غاية لما يدل عليه ما قبلها، أو غاية للحرمة، أو غاية لعدم الرجوع، أو غاية لتقطع الأمر والخلاف.

وفي جواب "إِذَا" الشرطية أقوال (?):

أحدها: هو قوله: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}. والواو: فيه زائدة. والمعنى: إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015