* وجملة: {يَهْدُونَ ... } في محل نصب صفة لـ {أَئِمَّةً}.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ}:
الواو: عاطفة للجملة على ما تقدَّم. {أَوْحَيْنَا}: فعل ماض مبني على السكون.
و{نَا}: في محل رفع فاعل. {إِلَيْهِمْ}: إِلَى: للجر. والضمير في محل جر به وهو متعلق بـ {أَوْحَيْنَا}.
{فِعْلَ}: مفعول به منصوب. {الْخَيْرَاتِ}: مضاف إليه مجرور.
وجعل الزمخشري أصل الإضافة في {فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} هو: (أن تُفْعل الخيرات)، ثم (فعلًا الخيراتِ)، ثم (فعلَ الخيراتِ) (?).
وحمل أبو حيان ذلك على أنه من باب بناء المصدر للمفعول؛ يعني: من باب إضافة المصدر إلى نائب الفاعل. ولم يجز ذلك إلا الأخفش، والصحيح منعه. وعلَّل أبو حيان مذهب الزمخشري بأنه "لما رأى {فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} و {إِقَامَ الصَّلَاةِ} و {إِيتَاءَ الزَّكَاةِ} ليس مختَّصًا بمن سبق ذكرهم، بل هم وغيرهم في ذلك مشتركون -آثر هذا التخريج؛ فرارًا من إضافة المصدر إلى ضمير الموحى إليهم.
فيكون التقدير: وأوحينا إليهم فعلهم الخيرات. وهذا التقدير ليس بلازم على رأي أبي حيان؛ إذ جوَّز أن يكون التقدير: وأوحينا إليهم فعل المكلفين الخيرات، أو أن فعل الموحى إليهم تكليف لأتباعهم بطريق اللزوم. وقد تعقب السمين رد شيخه أبي حيان، فأخرج المسألة من باب بناء المصدر للمفعول، ورأى أن الزمخشري لم يقدر هذا التقدير، بل "قدَّر ذلك لأن نفس الفعل الذي هو معنًى صادرٌ من فاعله لا يُوحى، وإنما يوحى ألفاظ تدلُّ عليه، فكأنه قيل: وأوحينا هذا اللفظ وهو أن تُفْعل الخيرات، ثم صاغ ذلك الحرف المصدري مع ما بعده مصدرًا مُنونًا ناصبًا لما بعده، ثم جعله مصدرًا مضافًا لمفعوله".