الزمخشري والعكبري أن يكون "محلها النصب على الحال من الشمس والقمر، لأن الليل والنهار لا يتّصفان بأنهما يجريان في فلك؛ فهو كقولك: "رأيت زيدًا وهندًا متبرجة". والمراد بذلك أن الحال قد يأتي من بعض ما تقدَّم كما في المثال المذكور.

3 - استئناف بياني، وعلى هذا يكون قوله: "يَسبَحُونَ" خبرًا عن مبتدأ مقدَّر؛ أي (هم يسبحون)، ولا محل للجملة على هذا من الإعراب.

وفي الآية الكريمة ثلاثة إشكالات متداخلة:

الأول: قوله تعالى: "يَسْبَحُونَ"، وفيه إعادة واو الجماعة في "يَسْبَحُونَ" على ما تقدَّم، وهي إنما تكون لجماعة العقلاء، وليس منها الليل والنهار والشمس والقمر، وهو إشكال وارد على أي من الأعاريب الثلاثة السابقة؛ سواء جعلت "يَسْبَحُونَ" خبرًا، أو حالًا، أو استئنافًا.

الثاني: أن السباحة في الفلك وصف أليق بالشمس والقمر منه بالليل والنهار، وهذا إشكال وارد على القول بأن "يَسْبَحُونَ" حال من الشمس والقمر.

الثالث: أن لكل واحد من القمرين فلكًا على حدة، وقد جمعتهما الآية في فلك واحد.

وفي الجواب عن الإشكال الأول (?)، ذهب المعربون إلى أن "يَسبَحُونَ" إنما روعي فيه معنى "كُلٌّ". وفي المسألة تفصيل. قال الشهاب: "الجمهور على أن "كُلٌّ" إذا أضيفت إلى نكرة وجب مراعاة معناها وإفراد الضمير مع المفرد؛ نحو كل رجل قائم، ولا يجوز قائمون. وخالفهم أبو حيان فيه؛ فجوَّز الوجهين مع ما عليه من قيل وقال. وقال [ابن هشام] في المغني: إن قطعت عن الإضافة. قال أبو حيان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015