الأول. ومفعول أول على القول الثاني. سُبُلًا: بدل من "فِجَاجًا" منصوب.
- فِجَاجًا: منصوب على الحال؛ إذ هو صفة في الأصل لما بعده.
وسُبُلًا: مفعول به منصوب، فلما تقدم صار حالًا منه. ويدل لذلك قوله تعالى: {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} [نوح 71/ 20]؛ إذ وقعت "فِجَاجًا" فيه صفة.
قال الزمخشري: "فإن قلت: وما الفرق بينهما من جهة المعنى؟ قلت: أحدهما إعلام بأنه جعل فيها طرقًا واسعة، والثاني: أنه حين خلقها خلقها على هذه الصفة، فهو بيان لما أبهم".
وقال أبو حيان: "يعني بالإبهام أن الوصف لا يلزم أن يكون الموصوف متّصفًا به حالة الإخبار عنه، وإن كان الأكثر قيامه به حالة الإخبار عنه. ألا ترى أنه يقال: مررت بوحشي القاتل حمزة، وحالة المرور لم يكن قائمًا به قتل حمزة". و"أما الحال فهي هيئة ما تخبر عنه حالة الإخبار".
وقد ذهب بعض المعربين إلى إعراب المتأخر منهما في الآيتين بدلًا من المتقدم؛ ليدل في آية الأنبياء على أنه مع السعة نافذ مسلوك، وفي آية نوح على أنه مع المسلوكية واسع. ورده الشهاب بأن "السبيل هو الطريق، والفج هو الطريق الواسع؛ فلدلالته على معنى زائد كان كالوصف، فإذا قدم يكون ذكر السبيل بعده لغوًا لو لم يكن حالًا".
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ:
لَعَلَّهُمْ: حرف ناسخ يفيد الترجي من جهة العباد. وتقدم ذكره كثيرًا. والضمير في محل نصب اسمه. يَهْتَدُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل.
* وجملة: "يَهْتَدُونَ" في محل رفع خبر "لَعَلَّ".
* وجملة: "لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" تعليلية لا محل لها من الإعراب، والمعنى: لكي يهتدوا.