قال أبو السعود (?): "أصل الخشية الخوف مع التعظيم، ولذلك خصَّ بها العلماء [يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 35/ 28]، والإشفاق الخوف مع الاعتناء؛ فعند تعديته بـ "مِن" يكون معنى الخوف فيه أظهر، وعند تعديته بـ (على) ينعكس الأمر".
{وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ:
الواو: للاستئناف. مَن: اسم شرط جازم، مبني في محل رفع مبتدأ.
يَقُل: فعل الشرط مضارع مجزوم، والفاعل مستتر تقديره (هو).
مِنهُم: حرف جر. والهاء: في محل جرِّ به. والميم: للجمع. والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال. إِنِّي: حرف ناسخ مؤكِّد. وياء النفس: في محل نصب اسمه. إِلَهٌ: خبر "إِنَّ" مرفوع. من دُونِهِ: جار ومجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة "إِلَهٌ".
* وجملة: "وَمَن يَقُل ... " استئناف مبين لتمام صفات عباده المكرمين، فلا محل له من الإعراب. والقول هنا على سبيل الفرض، والتقدير (?): أي: "لو قاله، وليس منهم من قال هذا"، قاله ابن عطية.
وقال أبو حيان: "أداة الشرط تدخل على الممكن والممتنع، نحو قوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 39/ 65].
فَذَلِكَ نَجزِيهِ جَهَنمَ:
الفاء: رابطة للجزاء بفعل الشرط.