السابق فانتقال عن عموم الكلام المتقدّم. قال الفراء: رُدَّ بـ "بَل" على معنى تكذيبهم".
3 - أن الإضراب في المواضع الثلاثة من الله تعالى حكاية لأقوال الكفار، وتنزيلًا لها في منازل التدرج من الفاسد إلى الأفسد. وقد قال ابن مالك في شرح الكافية: إن "بَل" التي للإبطال لا تقع في القرآن، ونسب ابن هشام قول ابن مالك إلى الوهم. أما الشهاب فيعتذر لابن مالك قائلًا: "لك أن تقول: إنهم لم يقفوا على مراده؛ فإن الإبطال على قسمين: إبطال ما صدر عن الغير، وسمّاه [يعني ابن مالك] في التسهيل ردًّا، وإبطال ما صدر عنه نفسه، وهو لا يتصور في حقه تعالى؛ لأنه بَدَاءٌ، والحمل على الصلاح أصلح".
ويجوز على هذا الوجه أن يكون القول من قائلين متفقين، انتقلوا من قول إلى قول، أو مختلفين قال كل منهم مقالة (?).
فَليَأتِنَا بآيَةٍ:
الفاء: فصيحة واقعة في جواب لشرط محذوف (?)؛ كأنه قيل: وإن لم يكن كما قلنا بل كان رسولًا، فليأتنا بآية. لِيَأْتِنَا: اللام: للأمر جازمة. ويَأْتِنَا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. ونَا: في محل نصب مفعول به، والفاعل مستتر تقديره (هو). بآيَةٍ: جار ومجرور متعلق بالفعل قبله.
كمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ:
في إعرابه وجهان (?):
1 - الكاف: في محل جر، نعتًا لـ"آيَةٍ". ومَا: موصول في محل جر.