3 - أجاز الزمخشري أن يكون مبتدأ، والجملة بعده خبر عنه، ومثله عند أبي
عبيدة.
عَلَى الْعَرْشِ: جارّ ومجرور، والجارّ متعلّق بالفعل "اسْتَوَى"، وقُدِّم الجارّ عليه
لمراعاة الفواصل. وذكر النسفي أنه متعلِّق بخبر مبتدأ محذوف، أي: هو كائن على
العرش كذا! ! .
اسْتَوَى: فعل ماض. والفاعل: تقديره "هو" يعود على (?) "الرَّحْمَنُ".
* والجملة "خبر" أوّل على الوجه الثالث في "الرَّحْمَنُ".
أو هي خبر ثانٍ على الوجه الأول في "الرَّحْمَنُ".
وذكر الشوكاني أنها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف.
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ:
تقدَّم (?) إعراب مثل هذه الجملة في سورة البقرة الآية/ 71.
وكذا "وَمَا بَيْنَهُمَا" في سورة المائدة/ 17.
ولكن هنا وجه قال به بعض العلماء في "مَا" نذكره استكمالًا للإعراب.
فقد ذكر أبو البقاء (?) أن بعض الغُلاة جعل "مَا" فاعل "اسْتَوَى" في الآية
السابقة. ثم قال: "وهو بعيد، وغير نافع له في التأويل؛ إذ يبقى "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ"
كلامًا تامًّا، ومنه هرب ... ". ونقل هذا عنه السمين، ثم قال: "قلت: هذا يروى
عن ابن عباس، وأنه كان يقف على لفظ العرش، ثم يبتدئ "اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ". وهذا لا يصحُّ عنه". وهو تابع في هذا التعقيب لشيخه أبي حيان.