* وهذه الجملة خبر لمبتدأ محذوف لابُدّ من تقديره، أي: لأنا سوف أخرج حيا.
قال الهمذاني (?): "وإذا ثبت أنها لام الابتداء، ولام الابتداء لا تدخل إلّا على
الجملة من المبتدأ والخبر، فلابُدَّ من تقدير مبتدأ وخبر، وأن يكون أصله: لأنا سوف
أكون".
حَيًّا (?): حال مؤكدة لمضمون الجملة، وصاحب الحال الضمير المنويّ في
"أُخْرَجُ".
* وجملة " لأنا سوف أُخْرَج حياً" استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب، وهي تفسير
لجواب الشرط المقدَّر.
{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)}
{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ}:
أَوَلَا: الهمزة للاستفهام الإنكاري. ومذهب (?) الجمهور أنها مؤخرة عن الواو
تقديراً. ومذهب الزمخشري أنه يقدّر بين حرف العطف وهمزة الاستفهام جملة
يعطف عليها ما بعدها. غير أنه رجع هنا إلى مذهب الجماعة.
قال أبو حيان: "قال الزمخشري: الواو عاطفة "لَا يَذكُرُ" على "يَقُولُ"
ووسطت همزة الإنكار بين المعطوف عليه وحرف العطف. انتهى.
وهذا رجوع منه إلى مذهب الجماعة من أنّ حرف العطف إذا تقدَّمته الهمزة فإنما
عطف ما بعدها على ما قبلها، وقُدِّمت الهمزة لأن لها صدر الكلام، وكان مذهبه أن
يقدّر بين الهمزة والحرف ما يصلح أن يعطف عليه ما بعد الواو، فيقر الهمزة على
حالها، وليست مقدَّمة من تأخير، وقد رددنا عليه هذه المقالة".