ولشبه هذا الفاعل عند الجمهور بالفضلة لفظاً جارّ حذفه للدلالة عليه كهذه
الآية، والتقدير: وأبصر بهم.
{وَأَبْصِرْ}: فيه ما في {أَسْمِعْ} من القول، غير أن الفاعل (?) هنا حذف. وذكرت
العلة في ذلك.
{يَوْمَ} (?): ظرف منصوب، وهو متعلِّق بـ "أَبْصِر".
وقال السمين (?): "معمول لـ "أَبْصِر"، ولا يجوز أن يكون معمولاً لـ {أَسْمِعْ}؛
لأنه لا يُفْصَل بين فعل التعجب ومعموله، ولذلك كان الصحيح أنه لا يجوز أن تكون
المسألة من التنازع. وقد جَوَّزه بعضهم ملتزماً إعمال الثاني، وهو خلاف قاعدة
الإعمال".
وقال الهمذاني: "و {يَوْمَ}: منصوب على الظرف لقوله. {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}
كذا، ولم يعيِّن واحداً من الفعلين.
* والجملة استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب. وجملة {وَأَبْصِرْ} لها حكمها.
{لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}:
{لَكِنِ}: حرف استدراك. {الظَّالِمُونَ}: مبتدأ مرفوع، وهو من إيقاع الظاهر موقع
المضمر وأصله لكنهم.
{الْيَوْمَ} (?): ظرف منصوب متعلِّق بما تعفَق به {فِي ضَلَالٍ}، أي: الخبر
المحذوف. {فِي ضَلَالٍ}: جارّ ومجرور. والجار متعلّق بالخبر المحذوف. {مُبِينٍ}: نعت
مجرور. والتقدير: لكن الظالمون استقروا في ضلال مبين اليوم.
ولا يجوز أن يكون الظرف هو الخبر، والجارّ لغو؛ لئلا يخبر عن الجثة
بالزمان.