قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ:
قَالَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على الفتى.
أَرَأَيْتَ: تقدَّم إعراب مثله في سورة الأنعام الآية/ 40.
وزادوا هنا ما يلي (?):
1 - ذهب أبو حيان إلى أن فيه مفعولين محذوفين اختصارًا، والتقدير: أرأيت
أمرنا إذ أوينا إلى الصخرة ما عاقبته.
والتقدير عند الزمخشري وتبعه البيضاوي: أرأيت ما دهاني إذ أوينا إلى
الصخرة.
- وفضل الحديث فيه الشهاب بأن البيضاوي لَمْ يتعرَّض لذكر المفعول
الأول، وإنما ذكر الجملة الاستفهامية. بناء على أنَّ "ما" استفهامية،
ويجوز أن تكون موصولة أو يكون جعل "رأى" فيه بصريَّة دخلت عليها
همزة الاستفهام. والمعنى: أأبصرت حالنا إذ أوينا، فحذف لدلالة الكلام
عليه.
2 - نقل أبو حيان عن الأخفش (?) أن العرب أخرجت "أَرَأَيْتَ" عن معناها
بالكلية فقالوا: أرأيتك وأريتك بحذف الهمزة إذا كانت بمعنى أخبرني.
وإذا كانت بمعنى "أبصرت" لَمْ تحذف همزتها.
- وشذت أيضًا فأخرجتها عن موضعها بالكلية بدليل دخول الفاء إلا ترى إذ
أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت. فما دخلت الفاء إلَّا وقد أخرجت