ومحله النصب على الحاليَّة حسبما عطف عليه، أي: لا يأتون بمثله على كلّ حال
مفروض ... " ونقل هذا النص الجمل في حاشيته، أراد أن الجملة المعطوفة عليها
حاليّة، وهذه مثلها من باب العطف.
* وجملة جواب (?) "لَوْ" محذوفة، والتقدير: ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا لا
يأتون بمثله.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ:
الواو: استئنافيّة. لَقَدْ: اللام للقسم. قَدْ: حرف تحقيق. صَرَّفْنَا: فعل ماض.
وناة ضمير في محل رفع فاعل.
وفي مفعوله قولان (?):
1 - قيل: هو "مِنْ كَانَ مَثَلٍ" وذهب إلى هذا ابن عطية، وهو مذهب الأخفش
والكوفيين لأنهم يجيزون زيادة "مِن" في الإيجاب. وتكون "مِن" على
تقدير ابن عطيّة وغيره زائدة و "كُلُّ مَثَلٍ" هو المفعول به.
2 - المفعول محذوف تقديره: البينات والعِبَر وهو الظاهر عند أبي حيان.
قال ابن عطية: "يجوز أن تكون "مِن" لابتداء الغاية، ويكون المفعول بـ "صَرَّفْنَا"
مقدَّرًا، تقديره: ولقد صرّفنا في هذا القرآن التنبيه والعبر من كلّ مثل "صَرَّفْنَا".
ويجوز أن تكون "مِن" مؤكدة زائدة، والتقدير: ولقد صَرّفنا كلّ مثل. وهذا
كقوله تعالى (?): "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَهِيمَ مُصَلًّى".