2 - جواب للشرط "إِن" فهي في محل جزم، واعتُذر عن رفع الفعل "يَأْتُونَ"
بأن فعل الشرط ماضٍ، فهو كقول الشاعر:
وِإن أتاه خليل يوم مسألةٍ ... يقولُ لا غائب مالي ولا حَرِمُ
وذهب الفراء إلى هذا الوجه، وكذا من تبعه، وهو رَدّ على أهل البصرة؛ لأنهم
يُوْجِبون في هذه الحالة إجابة القسم.
وذهب بعض المعربين إلى أنّ اللام ليست للتوطئة، بل هي مزيدة.
قال السمين: "وهذا ليس بشيء؛ لأنه لا دليل عليه".
قال أبو السعود: "وهو جواب القسم الذي تنبئ عنه اللام المُوَطئة، وسادّ مَسَدَّ
جزاء الشرط، ولولاها لكان جوابًا له بغير جزم لكون الشرط ماضيًا .. ".
وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا:
الواو: للحال. وهي عند أبي السعود للعطف. لَوْ: حرف شرط غير جازم.
كَانَ: فعل ماض ناقص. بَعْضُهُمْ: اسم "كَانَ" مرفوع، والهاء: في محل
جَرّ بالإضافة. لِبَعْضٍ: جارٌّ ومجرور. والجارّ متعلِّق بـ "ظَهِيرًا ". ظَهِيرًا: خبر
"كَانَ" منصوب.
* وجملة (?) "وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيَرًا" في محل نصب حال. وتقدَّم مثلها
في قوله تعالى (?): "وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى".
وذهب أبو السعود إلى أنَّها عطف على مقدَّر، أي: لا يأتون بمثله لو لَمْ يكن
بعضهم لبعض ظهيرًا ولو كان إلخ.
قال: "وقد حذف المعطوف عليه حذفًا مطردًا لدلالة المعطوف عليه دلالة
واضحة، فإن الإتيان بمثله حيث آنتفى عند التظاهر، فلأن ينتفى عند عَدَمِه أَوْلى.
وعلى هذه النكتة يدور ما في "أَنْ" و "لَوْ" الوصليتين من التأكيد كما مَرَّ غير مرّة