والتقدير: لكنِ الذين ظلموا فإنهم يتعلّقون عليكم بالشبهة يضعونها موضع الشبهة.
قال أبو حيان: "ومتى أمكن الاستثناء المتصل إمكانًا حسنًا كان أولى من غيره".
وفي "إِلَّا" رأيان آخران (?):
1 - ذهب أبو عبيدة والأخفش إلى أن "إِلَّا" بمعنى الواو العاطفة، وذكر هذا ابن هشام عن الفراء. والفراء ذكره عن بعض النحويين وقالوا: التقدير: ولا الذين ظلموا. ورَدّ هذا أبو حيان بأن إثبات "إِلَّا" بمعنى الواو لا يقوم عليه دليل، ثم قال: "وكان أبو عبيدة يضعف في النحو".
وما ذكره ابن هشام عن الفراء نَرُدُّه بنص الفراء نفسه فقد قال: "فهذا صواب في التفسير خطأ في العربية" فتأمل! ! (?).
2 - ذهب أحد المتقدمين إلى أن إِلَّا بمعنى "بعد"، أي: بعد الذين ظلموا. وضَعّف هذا الزجاج (?).
الَّذِينَ: فيه إعرابان (?):
الأول: أنه اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء على القولين في الاستثناء: اتصالًا وانقطاعًا.
الثاني: أجاز قطرب أن يكون في موضع جَرّ بدلًا من ضمير المخاطب في "عَلَيْكُمْ"، والتقدير: لئلا تثبت حجة للناس على غير الظالمين منهم، وهم أنتم أيها المخاطبون بتولية وجوهكم إلى القبلة.