توكيدًا". وهذا الذي ذكره عن بعضهم منقول عن المُبَرِّد (?). نقله عنه مكّي والنحّاس
ثم قال: "وهو وهم منه عند غيره لأنَّه يلزمه أن ينصبه على الحال". والمذهب
الأول، وهو أنَّه تأكيد بعد تأكيد، وهو مذهب سيبويه.
قال سيبويه (?): " ... ولكنّه ثنّى الاسم توكيدًا، كما قال: "فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" وأشباه ذلك".
* وجملة "فَسَجَدَ ... " معطوفة على جملة مقدَّرة.
قال أبو السعود (?): "أي: فخلقه فسوَّاه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة".
{إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
إِلَّا إِبْلِيسَ: تقدَّم القول فيه على أنَّه منصوب على الاستثناء، والخلاف في هذا
الاستثناء من حيث الاتصال والانقطاع. انظر ما تقدَّم الآية/ 34 من سورة البقرة في
الجزء الأول.
وكرَّر الحديث (?) فيه مكّي هنا في هذه الآية. واختصر ذلك الهمذاني وأحال
على الموضع المتقدِّم، وكذا العكبري وغيرهما.
أَبَى: فعل ماض مبني على الفتح المقدَّر. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هو".
أَنْ يَكُونَ: أَن: حرف مصدريّ ونصب. يَكُونَ: فعل مضارع ناقص منصوب بـ"أَن".
واسمه ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على "إِبْلِيسَ". مَعَ: ظرف مكان منصوب،
وهو متعلِّق بخبر "يَكُونَ" المقدّر. السَّاجِدِينَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جَرِّه الياء.