وهم يضعِّفون ما هو أقلّ حذفًا من هذا عند توجيه الإعراب. وعلى رأسهم شيخ العربية أبو حيان.
وذهب الزمخشري إلى أنّ "وَمِنْ ذُرِّيَّتِي" معطوف على الكاف في "جَاعِلُكَ" والتقدير: وجاعل بعض ذريتي. وتعقبه أبو حيان بأن العطف على الكاف لا يصح لأنها مجرورة، والعطف عليها يقتضي إعادة الجار ولم يُعَدْ، ولأن "مِنْ" لا يمكن تقدير الجارّ مضافا إليها لأنها حرف، فتقديرها بأنها مرادفة لبعض حتى تقدر جاعلًا مضافًا إليها لا يصحُّ، كما لا يصح تقدير العطف على أنَّه على موضع الكاف؛ لأنه نصب، فيجعل "مِنْ" في موضع نصب؛ لأن هذا ليس مما يُعْطَف فيه على الموضع على مذهب سيبويه.
ونقل (?) أبو حيان عن ابن أبي الفضل ما يدلُّ على أنَّه يرى فيه الاستفهام، ورَدّه. وذكره الطوسي للجبائي، ورَدّه بأنه ليس في الكلام ما يدل عليه (?).
وقوله: "وَمِنْ ذُرِّيَّتِي" على ما تقدَّم إعرابه كما يلي: الواو: حرف عطف.
مِن: حرف جَرّ. ذُرِّيَّتِي: اسم مجرور بـ "مِنْ" وعلامة جرة الكسرة المقدّرة (?) على ما قبل ياء النفس. والياء: ضمير متصل في محل جَرٍّ بالإضافة.
* وشبه الجملة معطوف على الكاف أو على محلها، أو هو متعلِّق بفعل مقدَّر: واجعل. . . أو هو نعت للمفعول الأول المحذوف مع فعله: واجعل فريقًا من ذريتي إمامًا.
* وجملة: "قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي. . . " استئناف (?) بياني لا محل لها من الإعراب.
قَالَ لَا يَنْالُ عَهْدِي الْظَّالِمِينَ: قَالَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح، والفاعل: ضمير