الموصول، وهو تمامه؛ أعني "فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ".
ومذهب أبي علي الفارسي أن المعطوف في هذا وشبهه لا يندرج فيما
عطف عليه؛ والمعنى هو أن "الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ ... " لا يندرجون في
"الْمُطَّوِّعِينَ"؛ لأنَّ الشيء لا يعطف على مثله. وأكثر المعربين على جواز
ذلك، ويسمونه "التجريد"؛ أي إنهم جردوا بالذكر تشريفًا لهم؛ فهو من
عطف الخاص على العام؛ ومنه قوله تعالى: " ... وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ" [سورة البقرة 2/ 98].
2 - في محل جر عطفًا على "الْمُؤْمِنِينَ". والمعنى: يلمزون المطوعين من
المؤمنين ومن الذين لا يجدون. وقد ضعَّف هذا الوجه من جهة أن
العطف في الأصل يقتضى المغايرة؛ فإذا عطفت "الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا
جُهْدَهُمْ" على المؤمنين اقتضى ذلك أن يكون المعنى: الذين يعيبون
المطوعين من المؤمنين ومن الذين لا يجدون إلَّا جهدهم؛ وبذلك يكون
لا يجدون إلَّا جهدهم من صنف غير صنف المؤمنين.
3 - هو معطوف على قوله "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ ... "، فيرد عليه أوجه
الإعراب السابق ذكرها: الرفع على الابتداء أو الخبرية أو الذم، والنصب
على الذم أو على تقدير: أعني، والجر على البدلية. وقد أورد هذا القول
العكبري (?). ورده غير واحد لفساد المعنى؛ قال أبو حيان (?): "هذا لا
يجوز؛ لأنه يلزم الإخبار عنهم بقوله: "سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ". وهذا لا يكون
إلَّا بأن كان الذين لا يجدون منافقين. وأما إذا كانوا مؤمنين، كيف يسخر
الله منهم؟ ".
لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ:
لَا: نافية مهملة. يَجِدُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون،