الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ:
الَّذِينَ: في محل رفع مبتدأ. يَلْمِزُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت
النون، والواو: في محل رفع فاعل. الْمُطَّوِّعِينَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه
الياء. مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: جارٌّ ومجرور، وعلامة جره الياء. وهو متعلق بمحذوف حال
من المفعول "الْمُطَّوِّعِينَ". في الصدقات: جارٌّ و"جرير متعلق بـ "يَلْمِزُونَ"،
وهو على تقدير مضاف محذوف، أي في شأن الصدقات وتقسيمها.
ولم يجز العكبري (?) تعليقه بـ "الْمُطَّوِّعِينَ"، وعلل لذلك بقوله "لئلا يفصل
بينهما بأجنبي". وأقر أبو حيان وتلميذه السمين (?) عدم جواز تعليقه بـ "الْمُطَّوِّعِينَ"،
وردًا العلة؛ فليس الحال بأجنبي، ولكنهما عللا لذلك بأن "يطوع" لا يتعدى
بـ "فِي"، وإنما يتعدى بالباء.
* وجملة: "يَلْمِزُونَ ... " صلة لا محل لها من الإعراب.
وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ:
الواو: عاطفة. الَّذِينَ: موصول مبنيّ على الفتح، وفي محله من الإعراب
ثلاثة أوجه:
1 - هو في محل نصب عطفًا على "الْمُطَّوِّعِينَ"، والمعنى: يلمزون المطوعين
والذين لا يجدون. ولم يستحسن ابن النحاس (?) هذا الوجه؛ لأنه يقتضي
العطف على الاسم قبل تمامه. وقد رَدّ عليه اعتراضه جمهور المعربين،
ومن بينهم مكي وابن عطية وأبو حيان والسمين (?)، وعبارة الهمداني:
"منع أبو جعفر النحاس أن يكون عطفًا على "الْمُطَّوِّعِينَ"؛ قال: لأنّ؛
لو عطفته لعطفت على الاسم قبل تمامه، لأنَّ قوله "فَيَسْخَرُونَ" عطف
على قوله "يَلْمِزُونَ". وهذا سهو منه؛ لأنَّ كُلًّا داخل في صلة