بالباء، وقصد الاستماع للمؤمنين، وأن يسلِّم لهم ما يقولون فعدّى باللام.

ألا ترى إلى قوله: وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين؟ ما أنباه عن الباء؟

[يعني ما الذي عدل به من الباء إلى اللام؟ ] ".

ب - قال ابن قتيبة: هما زائدتان، والمعنى يصدق الله ويصدق المؤمنين. ورُدّ

قوله بأن تغاير الحرفين دليل على استقلال كلّ منهما بمعنى؛ فالقول

بزيادتهما جميعًا غير جائز. وقيل: اللام هي الزائدة، كما هي في قوله

تعالى: "رَدِفَ لَكُمْ" [النمل 27/ 72]. قال الفراء. وهو لقوله: "للَّذِينَ

هُمْ لِرَبِّهِمَ يَرهَبُونَ" [الأعراف 7/ 154]؛ أي يرهبون ربهم.

ج - قال المبرد: (اللام) متعلق بمصدر من الفعل نفسه؛ كأنه قال: وإيمانه

للمؤمنين.

د - قال أبو حيان: عندي أن هذه اللام مضمنة معنى الباء [و"ما"، بحسب

نقل السمين عنه]؛ كما فالمعنى: يصدق للمؤمنين بما يخبرونه به.

هـ - قال العكبري: " (اللام) في "لِلْمُؤْمِنِينَ" زائدة، دخلت لتفرق بين

"يُؤْمِنُ" بمعنى "يصدق"، وبين "يُؤْمِنُ" بمعنى يثبت الإيمان".

وفي حاشية الجمل: إيمان الأمان من الخلود في النار يُعدّى بالباء. وأما إيمان

التصديق والتسليم فإنه يعدى باللام؛ للتفرقة بينهما، وإن كان حقه أن يعدَّى بنفسه

كالتصديق؛ حيث يقال: "صدقتك".

* وجملة: "يُؤْمِنُ بِاللَّهِ" في محل رفع خبر ثان بعد "أُذُنٌ"، وذلك على قراءة

الجرِّ في "خَيْرٍ" وهي قراءة الجماعة (?). وقال أبو السعود: "هي تفسير لما

قبلها"، وهي على هذا الوجه لا محل لها من الإعراب.

* وجملة: "يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ" على سابقتها، فلها محلها من الإعراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015