أنه استفتاح كلام كما تقول: أصلحك الله كان كذا وكذا، وليس كناية عن جناية أو
ذنب كما ذهب إليه الزمخشري في كشافه بعبارة أنكرها عليه أهل العلم. والجملة
على ذلك إنشائية لا محل لها من الإعراب (?).
لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ (?):
اللام: جارة. و "مَا": اسم استفهام حذفت ألفه لكونها في محل جر باللام.
والجار والمجرور متعلق بـ "أَذِنْتَ". والتقديم فيهما واجب؛ لاتصال حرف الجر
بما له صدارة الكلام. أَذِنتَ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل.
لَهُمْ: اللام: جارة. والهاء: في محل جر باللام. والميم: للجمع. والجار
والمجرور متعلق بـ "أذنت".
- ومتعلق الإذن محذوف، وفي تقديره: قولان:
أحدهما: الإذن في القعود حتى يتبين العذر، ودليله من السياق اعتذارهم عن
التخلف.
والثاني: الإذن في الخروج لما يترتب على خروجهم من مفسدة الخبال
والتخذيل، ودليله من السياق قوله تعالى: "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا" [التوبة: 9/ 47].
- وقد جارّ تعلق اللامين بالفعل الواحد لاختلاف معناهما؛ فالأولى للتعليل
والثانية للتبليغ، كذا في البحر والدر.
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ:
حَتَّى: جارة. ويجوز فيها أن تكون للغاية بمعنى "إلى أن"، أو للتعليل بمعنى
اللام.