أولهما: أن الجواب محذوف لدلالة الكلام عليه، والمعنى: إلَّا تنصروه فسينصره
من نصره حين لَمْ يكن معه إلَّا رجل واحد، ولا أقلّ من الواحد، فدلّ
بقوله: "فَقَدْ نَصَرُه اللهُ" على أنَّه ينصره في المستقبل.
الآخر: أنه أوجب له النصرة وجعله منصورًا في ذلك الوقت، فلن يُخْذل من
بعده.
وتعقب أبو حيان هذا الوجه الثاني، فقال: "وهذا لا يظهر منه جواب الشرط؛
لأنَّ إيجاب النصرة له أمر سبق، والماضي لا يترتب على المستقبل، فالذي يظهر هو
الوجه الأول".
وقال الشهاب: اعتُرِضَ عليه [يعني على الزمخشري] بأن مآلهما [أي: الوجهين]
واحد، فينبغي الاقتصار على أحدهما. وقيل: إن الوجهين متقاربان؛ إلَّا أن الأول
مبنيّ على القياس، والثاني على الاستصحاب؛ فإن النصرة ثابتة في تلك الحال
فتكون ثابتة في الاستقبال؛ إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان". وقد يقال إنه على
الوجه الأول يقدر الجواب، وعلى الثاني هو نصر مستمر فيصح ترتبه على المستقبل
لشموله له". وجعله أبو السعود من باب حذف الجواب د اقامة سببه مكانه. وظاهر
كلام ابن عطية أن الجواب هو (الفاء) وما جاء بعدها، فلا حاجة فعه إلى تقدير.
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا:
إِذْ: مبنيّ على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، وناصبه
"نَصَرُه". أَخْرَجَهُ: ماض مبنيّ على الفتح، والهاء: في محل نصب مفعول به.
الَّذِينَ: موصول في محل رفع فاعل.
كَفَرُوا: ماض. والواو: في محل رفع فاعل.
* وجملة: "كَفَرُوا" صلة لا محل لها من الإعراب.
* وجملة: "أَخْرَجَهُ" في محل جر بالإضافة للظرف.
* وجملة: "فَقَدْ نَصَرُه اللَّهُ" في محل جزم؛ لأنه وقعت جوابًا لشرط جازم أو
قامت مقام الجواب.