مصدر، ويجوز جعله صفة له. وخبر هذا المبتدأ شبه الجملة "فِيهِ" إذا قلنا إنَّ خبر "لَا" في قوله: "لَا رَيْبَ" محذوف. وإذا جعلنا خبر "لَا" "فِيهِ" فإن خبر "هُدًى" محذوف مدلول عليه بخبر "لَا"، والتقدير: لا ريب فيه، فيه هدًى.

الثاني: هُدًى: خبر مبتدأ محذوف، أي: هو هدًى.

الثالث: هُدًى: خبرٌ ثانٍ لـ "ذَلِكَ"، إذا جعلنا "الْكِتَابُ" صفة لاسم الإشارة، أو بدلًا، أو عطف بيان، و"لَا رَيْبَ" هو الخبر الأول، وقد تقدّم الكلام في ذلك. وهُدًى خبر ثالث لـ "ذَلِكَ" إذا جعلت "الْكِتَابُ" خبرًا أوّل، و"لَا رَيْبَ" خبرًا ثانيًا.

الرابع: يكون "هُدًى" مرفوعًا بالظرف "فِيهِ" فهو فاعل له (?)، وهذا القول منقول عن الأخفش والكوفيين.

الخامس: هُدًى: منصوب على الحال (?) من "ذَلِكَ"، أو من "الْكِتَابُ"، والعامل فيه على كلا التقديرين، اسم الإشارة. أو هو حال من الضمير في "فِيهِ"، والتقدير: لا ريب فيه هاديًا، والمصدر في معنى اسم الفاعل، والعامل فيه ما في معنى الجار والمجرور من معنى الفعل. وجاء الحال متقدِّمًا إما على المبالغة كأنه نفس الهدى، أو على حذف مضاف، أي: ذا هدى.

قال أبو حيان (?): "والأولى جعل كل جملة مستقلة: فـ "ذَلِكَ الْكِتَابُ" جملة، و"لَا رَيْبَ" جملة، و"فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" جملة. ولم يحتج إلى حرف عطف لأن بعضها آخذ بعنق بعض: فالأُولى: أخبرت بأن المشار إليه هو الكتاب الكامل، كما تقول: زيدٌ الرجل، أيْ: الكامل في الأوصاف. والثانية: نعت: لا يكون شيءٌ ما من رَيْب. والثالثة: أخبرت فيه أن الهدى للمتقين. . ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015