قال الزمخشري: " أي بنوع آخر من جنس العذاب الأليم"، أو هو من عطف
الخاص على العام (?). والجارّ والمجرور: متعلق بالفعل قبله.
* وجملة: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ... } إلى آخر الآية في محل نصب مقول القول.
فائدة في معنى "إِن" و"إِذَا" الشرطيتين
قال الشهاب في وجه أبلغية الشرط في الآية (?):
"وَجْه أبلغيته أنه عدّ حقِّيته محالاً؛ فلذا علق عليه طلب العذاب الذي لا يطلبه
عاقل، ولو كان ممكناً لفرّ من تعليقه عليه. وهذا أسلوب من الجحود بليغ. قال
العلامة: "فإن قلت: "إِنْ" للخلوِّ عن الجزم فكيف استعمل في صورة الجزم؟ .
قلت: "إنْ" لعدم الجزم بوقوع الشرط، ومتى جُزِمَ بعدم وقوعه عُدِم الجزم
بوقوعه. وهذا كقوله: {إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ... } [الحج: 5]، إبرازاً لارتيابهم في
صورهّ المحال، ففرض كما يفرض المحال، وقيل عليه: إنه تعليق بالمحال كـ "إن
كان الباطل حقاً على فرض المحال غير قطعي الانتفاء ... " ليصح تعليق شيء به
بكلمة "إِنْ" الموضوعة للشك، الخالية عن الجزم بالوقوع وعدمه، فيصير كالتنبيه
على انتفاء ذلك الشيء. وأما ما قاله هذا القائل فإنما نشأ توهمه من الاقتصار في
بعض الكتب على أنها لعدم الجزم بالوقوع، من غير تعرض لجانب اللاوقوع، قصداً
إلى التفرقة بينها وبين "إِذَا" - فإن عدم الجزم باللاوقوع مشترك بينهما". وهو كما
قال [أي العلّامة] فإنه لو جزم باللاوقوع لم يكن الوقوع مشكوكاً بل مجزوم الانتفاء،
فيكون المحل محل "لو" دون "إِنْ"، فتدبر".