2 - هي مفعول به على الاتساع، وأراد به الرؤوس. ورُدّ هذا الوجه بأن
"فَوْقَ" ظرف غير متصرف، فلا يجوز وقوعه مفعولًا. ورُدّ الرد بأنه ورد
متصرفًا في قوله تعالى: "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ" [سورة النحل 16/ 50].
3 - "فَوْقَ" هنا بمعنى: "على"، والمفعول محذوف؛ أي فاضربوهم على
الأعناق. وهو قريب من الوجه الأول.
4 - "فَوْقَ" هو بمعنى: "دون"، قاله ابن قتيبة. ورده ابن عطية؛ قال: "
هذا خطأ بيّن وغلط فاحش، وإنما دخل عليه اللبس من قوله: "بَعُوضَةً
فَمَا فَوْقَهَا" [سورة البقرة 26]؛ أي: فما دونها. وليست "فَوْقَ" هنا
بمعنى: (دون)، وإنما المراد: فما فوقها في القلة والصغر" (?).
5 - "فَوْقَ" زائدة، والتقدير: فاضربوا الأعناق. قاله الأخفش، وذكر ذلك
ابن النحاس، كما ذكر تخطئة الجمهور له؛ لأن زيادة الأسماء لا تجوز.
6 - جوز الهمداني في الفريد أن يكون "فَوْقَ" مفعولًا" على إقامة الصفة مقام
الموصوف؛ أي مكانًا فوق الأعناق. ويعضده قول المبرد: (فوق) يدل
على إباحة ضرب وجوههم؛ لأنها فوق الأعناق" (?).
الْأَعْنَاقِ: مضاف إليه مجرور.
وفي محل قوله: "فَاضْرِبُوا ... " أوجه هي فرع عن الخلاف السابق ذكره،
وبيان ذلك:
1 - هي من جملة الموحى إلى الملائكة فهي معطوفة على قوله: "
فَثَبِّتُوا ... "، والملائكة هم المأمورون بالتثبيت والضرب.
2 - هي داخلة في مقول القول الذي لقنه الملائكة؛ فهي في محل نصب،
والمأمورون بالضرب هم المؤمنون.