وقد رد أبو السعود هذا الوجه؛ إذ هو عنده مبني "على توهم وروده قبل
القتال. وأنى ذلك، والسورة الكريمة إنما أنزلت بعد تمام الواقعة؟ ".
4 - أن تكون في محل نصب مقولًا لقول محذوف، والقول جواب عن سؤال
مقدر. كأن الملائكة قالت: كيف نثبتهم؟ فقيل لهم: قولوا لهم: "سَأُلْقِي
فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا ... " وعلى ذلك فالكلام تلقين للملائكة،
والضاربون هم المؤمنون.
ومناط اختلاف التوجيه الإعرابي للجملة -وسائر الآية- هو الاختلاف على ما
كان من الملائكة: أكانوا مأمورين بالمشاركة والمحاربة أم بالتثبيت والتبشير بالنصر
وتخذيل الكفار عن المؤمنين؟
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ:
الفاء: عاطفة. اضْرِبُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة: في
محل رفع فاعل. قال ابن عطية. "لفظه لفظ الأمر ومعناه إخبار عن صورة
الحال" (?).
فَوْقَ الْأَعْنَاقِ:
فَوْقَ: في إعرابها ما يأتي (?):
1 - هي ظرف منصوب باق على أصله، والمفعول محذوف تقديره:
فاضربوهم فوق الأعناق؛ يعلمهم به كيف يكون الضرب، أو هو على
تقدير: فاضربوا فوق الأعناق الرؤوس.