"إِذْ يَعِدُكُمُ" بتقدير تكراره، لأن الاشتراك في العامل الأول لا يكون إلا

بحرف عطف، وإنما القصد أن تعدد نعمه على المؤمنين يوم بدر، فقال:

"واذكروا إذ فعلنا بكم كذا وكذا" "اذكروا إذ فعلنا ... " [قلت:

والنقل هنا عن البحر، فهو أدق من الأصل].

2 - هو منصوب بالنصر؛ وتقديره: وما النصر حين يغشيكم النعاس إلا من

عند الله. وقد ضعف أبو حيان هذا الوجه لثلاثة أمور:

1 - أن فيه إعمالًا للمصدر المحلي بـ (أل)، وفي إعماله خلاف، ومنعه

الكوفيون.

2 - الفصل بين المصدر ومعموله بقوله "إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"، وهو خبر.

3 - إن فيه إعمالًا لما قبل إلا فيما بعدها. ولا يجوز ذلك إلا إذا كان ما

بعدها مستثنى أو مستثنى منه أو صفة له، وإن أجاز ذلك الأخفش

والكسائي مطلقًا.

هو منصوب بالاستقرار المستكن في قوله: "مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"، والتقدير:

وما النصر إلا مستقرًا من عند الله حين يغشيكم النعاس. وقد ضعّف

أبو حيان هذا الوجه؛ إذ يقتضي تقييد استقرار النصر بهذا الظرف على

التعيين، واستقرار النصر من عند الله ليس مقيدًا بوقت. وتعقبه في ذلك

تلميذه السمين؛ إذ يجوز عنده أن يكون المراد هنا هو النصر الخاص بيوم

بدر، لا النصر مطلقًا.

هو منصوب بقوله: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ ... "؛ أي: وما جعله الله حين

يغشيكم النعاس إلا بشرى. وهو أحد أقوال الزمخشري، وسبقه إليه

الحوفي. ورد ذلك أبو حيان؛ لطول الفصل بين الفاعل ومعموله، ولأن

فيه إعمالًا لما قبل إلا فيما بعدها من غير توافر الشروط. وقال عنه

أبو السعود: "ليس بواضح".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015