فذلكم عشرون وجهًا؛ منها خمسة أعربت فيها الكاف على معنى حرف من
حروف المعاني، وثمانية على أنَّها مصدر في موضع نصب، وسبعة على أنَّها اسم
في موضع رفع. ولم يذهب السمين إلى ترجيح أي من الوجوه العشرين تصريحًا،
بل علق عليها بقوله: "وهذه الأقوال مع كثرتها غالبها ضعيف، وقد بينت ذلك" (?).
أما ابن عطية (?) فقد رأى أن رأي الكسائي [الوجه الثامن من القسم الثاني] ورأي
الفراء [الوجه السابع من القسم الثالث]، "قولان مطردان يتم بهما المعني، ويحسن
رصف اللفظ"، وخالفه أبو حيان فقال: لا يظهران ولا يلتئمان من حيث دلالة
العاطف". قلت: والذي يبدو لنا أن ما ذهب إليه الفراء ومن بعده الزمخشري،
وحسّنه ابن النحاس هو أقرب الوجوه إلى القبول وأبعدها من التكلف، ثم يليه في
المرتبة ما ذهب إليه أبو حيان. والله أعلم بمراده.
ونعود إلى ما بقي من الآية المكريمة.
مِنْ بَيْتِكَ: جارٌّ ومجرور. والكاف: في محل جر بالإضافة. والجارّ والمجرور
متعلق بـ "أَخْرَجَ".
بِالْحَقِّ (?): جارٌّ ومجرور. وفي تعلق الجار والمجرور قولان:
1 - متعلق بـ "أَخْرَجَ"، والباء للسببية، أي بسبب الحق وإعزاز الدين.
2 - متعلق بمحذوف حال، وتقديره: ملتبسًا بالحق.
وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (?):
الواو: للحاله. إِنَّ: حرف ناسخ ناصب مؤكِّد.