1 - ضمير النصب في " يَمُدُّونَهُمْ" عائد على الشَّياطين، السابق ذكرهم في
الآية المتقدمة بلفظ المفرد؛ إذ المراد به هناك الجنس وليس الواحد. أما
ضمير الرفع فيعود على الكفار؛ والمعنى: وإخوان الشَّياطين تمدهم
الشَّياطين في الغي. ويكون الخبر على ذلك جاريًا على غير ما هو له؛
لأنَّ الضمير الرابط لا يعود على المبتدأ "إخوان"، ولكن على المضاف
إلى المبتدأ وهو الشَّياطين. قال السمين: "وهذا التأويل هو قول
الجمهور، وعليه عامة المفسرين. وقال الزمخشري: ، هو أوجه لأنَّ
"إِخْوَانُهُمْ" في مقابلة "الذين اتقوا".
2 - المراد بالإخوان هو الشَّياطين، وبالضمير المضاف إليه غير المتقين أو
الجاهلين (في قوله: "وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ". وضمير الرفع في
"يَمُدُّونَهُمْ" عائد على "الإخوان"، وضمير النصب عائد على غير
المتقين أو الجاهلين. والمعنى: والشياطين الذين هم إخوان غير المتقين
أو الجاهلين يمدون هؤلاء في الغي. وعلى هذا يكون الخبر جاريًا على ما
هو له لفظًا ومعنى.
3 - الضمير المضاف إليه في "إِخْوَانُهُمْ" وضمير النصب في "يَمُدُّونَهُم"
كلاهما عائد على الشَّياطين. وضمير الرفع عائد على الإخوان. والمعنى:
إخوان الشَّياطين في الغي يمدون الشَّياطين، والمعنى: أنَّهم يمدون
الشَّياطين بطاعتهم إياهم وقبولهم الإغواء منهم، قاله ابن عطية.
وفي هذا الوجه لا يتعلق "فِي الْغَيِّ" بالإمداد، ولكن بمحذوف هو حال
من المبتدأ؛ أي: وإخوانهم حال كونهم مستقرين في الغي، أو حال من
معنى المؤاخاة المستفاد من "إِخْوَانُهُمْ". والثاني هو الأحسن عند
السمين؛ لأنَّ في مجيء الحال من المبتدأ خلافًا.
4 - الضمير في "إِخْوَانُهُمْ" عائد على المشركين، وعلى هذا الوجه تكون
هذه الآية مقدمة على التي قبلها، والتقدير: وأعرض عن الجاهلين
وإخوان الجاهلين، وهم الشَّياطين.