5 - الضمير في "إِخْوَانُهُمْ" عائد على المتقين. والمعنى: وإخوان المتقين من
المشركين، وقيل من الشَّياطين يمدونهم في الغي، أي: يريدون من
المسلمين أن يدخلوا معهم في الكفر. وتأويل الأُخوّة إن عاد الضمير على
المشركين هو أنَّها أخوة النسب، أو لكونهم من بني آدم، أو لكونهم
يظهرون النصح كالإخوان. أما إن عاد الضمير على الشَّياطين؛ فيجوز أن
يكون ذلك لكونهم مصاحبين لهم؟ قال ابن الجوزي: والأول من هذين
هو الأصح.
6 - قوله "وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ ... " متصلة بقوله: "وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ"
(الآية/ 192)، قاله الزجاج. أقلت: وهكذا جاء النص
في معاني الزجاج. ولعل أراد الآية: 197؛ إذ هي الأقرب]. والمعنى: أن
الشَّياطين التي تغريهم بهذا كالالهة التي يعبدونها لا يستطيعون لهم نصرًا
ولا لأنفسهم. قال أبو حيان والسمين: هو تكلف بعيد لا حاجة إليه.
فِي الْغَيِّ: جارٌّ ومجرور. وفي تعلق الجار والمجرور ما يأتي (?):
1 - هو متعلق بـ "يَمُدُّونَهُمْ" على معنى السببية، أي بسبب الغي، ومثله قوله
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها". وهو قول أبي حيان.
2 - هو متعلق بمحذوف حال، أي: حال كونهم مستقرين في الغي: من
" إِخْوَانُهُمْ ". وقد تقدم القول فيه، أو من ضمير الفاعل، أو من ضمير
المفعول في "يَمُدُّونَهُمْ". ويختلف التقدير باختلاف تفسير مرجع
الضمير.
ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ:
ثُمَّ: عاطفة. لَا: نافية غير عاملة. يُقْصِرُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه
ثبوت النون. وواو الجماعة: في محل رفع فاعل.