{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ:
الواو: استئنافيّة مقرر لما قبله من عجز هذه المعبودات، واستقباح فعل عابديها.
إِن: حرف شرط جازم.
تَدْعُوهُمْ: مضارع مجزوم بـ "إِن" وعلامة جزمه حذف النون.
وواو الجماعة: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به، وهو
فعل الشرط.
إِلَى: جارّة. الْهُدَى: مجرور بـ "إِلَى" وعلامة جره كسرة مقدرة للتعذر.
وفي عائد الضميرين قولان (?):
1 - ضمير الفاعل عائد على المشركين، وضمير المفعول عائد على الأصنام.
ويكون في ذلك التفات من الغيبة إلى الخطاب للتوبيخ والتقريع. قال
السمين: إنه هو الظاهر.
2 - ضمير الفاعل عائد على الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، وضمير النصب على
الكفار. والمعنى على الأول: إنكم تعبدون من إذا دعوتموهم ليهدوكم
سبل الرشاد لا يتبعونكم على مرادكم. وعلى الثاني خطابًا للرسول
والمؤمنين أنكم إن دعوتم المشركين إلى الإيمان والإسلام لا يتابعونكم
ولا يهتدون. قال أبو السعود عن هذا المعنى: "هو مما لا يساعده سياق
النظم الكريم".
وقال السمين: "ولا يجوز أن يكون "تَدْعُوا" مسندًا إلى ضمير الرسول فقط،
والمنصوب للكفار أيضًا؛ لأنه كان ينبغي أن تحذف الواو لأجل الجازم، ولا يجوز
أن يقال قد حذف الحركة وثبت حرف العلة.