روعي لفظ "مَنْ" في الأولى فأخبر بالمفرد (?).
ومعناها في الثانية فأخبر بالجمع. قال أبو السعود: "وحسَّنه كونه فاصلة رأس
آية".
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (?):
الواو: استئنافيّة مقررة لما قبلها بطريق التذييل، قاله أبو السعود.
واللام: واقعة في جواب قسم مقدر. قَدْ: حرف تحقيق.
ذَرَأْنَا: فعل ماض مبنيّ على السكون. نَا: في محل رفع فاعل.
لِجَهَنَّمَ: اللام: جارّة. جَهَنَّمَ: مجرور باللام، وعلامة جره الفتحة.
وفي معنى (اللام) الأقوال الآتية:
1 - هي لام العاقبة والصيرورة، أو هو مجعول على سبيل المجاز، لأنَّ مآلهم
إليها. ورده ابن عطية، قال: لأنَّها إنما تتصور إذا كان فعل الفاعل لَمْ
يقصد به ما يصير إليه، أما هنا فالفعل قصد به ما يصير الفعل إليه، وهو
سكناهم جهنم.
2 - هي للعلة، قاله ابن عطية، ورد بأنه ينافي قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56].