"مِن" مزيدة لا تبعيضية، ولم يجعلها ابتدائية حالًا من "مَوْعِظَةً"، و"مَوْعِظَةً" مفعول به؛ لأنه ليس له كبير معنى، ولم تجعل "مَوْعِظَةً" مفعولًا له وإن استوفى شرائطه؛ لأن الظاهر عطف "تَفْصِيلًا" على "مَوْعِظَةً". . . وظاهر أنه لا معنى لقولك: "كتبنا له من كل شيءلتفصيل كل شيء". وأما جعله عطفًا على محل الجارّ والمجرور فبعيد من جهة اللفظ والمعنى".
لِكُلِّ شَيْءٍ: اللام: جارّة. كُلِّ: مجرور باللام. شَيْءٍ: مضاف إليه مجرور.
والجار والمجرور متعلق بـ "تَفْصِيلًا".
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ (?):
فَخُذْهَا: الفاء: هي الفصيحة أو العاطفة. خُذْ: فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنت. ها: في محل نصب مفعول.
وفي محل الجملة من الإعراب قولان:
1 - هي بدل من قوله تعالى في الآية السابقة "فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ". والضمير (ها) يعود على معنى (ما) وليس على لفظها، أي على الألواح والرسالات أو التوراة. وقد ضعف الشهاب هذا الوجه لما فيه من الفصل بين التابع والمتبوع بأجنبي هو جملة: "وَكَتَبْنَا" لمعطوفة على قوله "قَالَ"، وهو تفكيك للنظم.
2 - هي معطوفة على جملة: "وَكَتَبْنَا" بإضمار قول محذوف والتقدير: وكتبنا. . . فقلنا خذها. وأكثر المعربين على هذا الوجه؛ قال الهمداني: "إضمار القول في التنزيل كثير". وقال أبو السعود: "حذف القول وأبقي المعمول".