الأول: مِن: جارّة تبعيضية. كلِّ: مجرور بـ "مِن".

شَىءٍ: مضاف إليه مجرور.

والجار والمجرور يحتمل فيه:

1 - أن يتعلق بـ "كَتَبْنَا".

2 - أن يتعلق بمحذوف "حال" من "مَوْعِظَةً"؛ إذ لو تأخر عنها لجاز أن يكون وصفا لها.

مَوْعِظَةً: مفعول به منصوب. وَتَفْصِيلًا: معطوف على المفعول منصوب.

وإلى ذلك ذهب الحوفي، وبه بدأ الهمداني.

الثاني: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: في محل نصب مفعول به لـ "كَتَبْنَا".

مَوْعِظَةً: بدل من المفعول به غير الصريح على المحل.

وَتَفْصِيلًا: معطوف على البدل منصوب مثله.

والمعنى: كتبنا له كل شيء كان بنو إسرائيل يحتاجون إليه في دينهم من المواعظ وتفصيل الأحكام. وقد ذهب إلى ذلك الزمخشري، وبه قال نفر من المعربين منهم أبو السعود والشوكاني والجمل، وجوزه الهمداني.

الثالث: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: في محل نصب مفعول به، كما تقول: أكلت من الرغيف، ومن للتبعيض؛ أي: كتبنا له فيها أشياء من كل شيء. موعظة: مفعول لأجله منصوب. وتفصيلًا: معطوف على المفعول لأجله.

والتقدير: كتبنا له تلك الأشياء للاتعاظ والتفصيل. وهو احتمال ساقه أبو حيان. قال السمين: "الظاهر أن هذا الوجه هو الذي أراده الزمخشري وجهًا ثالثًا". وعقب الشهاب على إعراب "مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا" بدلًا من الجار والمجرور فقال: "لو جعلت "مِن" تبعيضية، لأن كل شيء من المواعظ بعض كل شيء على الإطلاق - اتجه وسلم من زيادة "مِن" في الإثبات [قلت: لأن الأصل في زيادة "مِن" أن تكون في النفي]، إلا أن قوله [قلت: يعني البيضاوي]: "كتبنا له كل شيء" يشعر بأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015