كان لفائدة أو نكتة، وإلا فلا إجازة. وقد خصَّ قوم ذلك بالضرورة، ونزهوا القرآن عنه.
2 - هو على معنى الملازمة بين موسى عليه السلام وقول الحق، فملازمته عليه السلام عدم ترك قول الحق يعني ملازمة هذا الوصف إيّاه، وما لزمك فقد لزمته. واعترض على ذلك بأن اللزوم قد يكون من طرف واحد.
3 - قيل: هو على الإغراق في الوصف بالصدق، كأنه قيل: واجب على قول الحق أن أكون أنا قائله. قال أبو حيان: وهو الأوجه والأدخل في نكت القرآن.
4 - قيل: هو على تضمين "حَقِيقٌ" معنى (حريص)، ولذلك عُدّي بـ "عَلَى". قال ابن عطية: "وفيه بُعْد".
5 - قيل: هو على تضمين "عَلَى" معنى (الباء)، وهما يتعاقبان؛ نقول: جاء على حال حسنة أو بحال حسنة. وهذا التضمين لإفادة التمكن. وبه قال الفراء وابن الأنباري وابن النحاس والعكبري والهمداني والقرطبي وأبو السعود وغيرهم. وقال الأخفش: ليس بمطرد، وهو على غير مذهب البصريين في عدم تضمين الحروف.
6 - هو غير متعلّق بـ "حَقِيقٌ" بل بـ "رَسُولٌ"، أي رسول حقيق من رب العالمين أرسلت على ألا أقول على اللَّه غير الحق. قاله ابن مقسم، وأشار إلى أنه وجه غفل عنه أكثر المفسرين من أرباب اللغة. وفي الوجه إشكال: فلا يجوز عند البصريين إعمال الصفة إذا وُصِفَت. ويجوز أن يتعلق بفعل دلَّت عليه الصفة وهو "أرسلت". وقال أبو حيان عنه: هو سائغ.
قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ:
قَدْ: حرف تحقيق. جِئْتُكُمْ: فعل ماض مبني على السكون. والتاء: في محل رفع فاعل. والكاف: في محل نصب مفعول.