2 - يجوز التعاطف بينهما؛ لأنه بمعناه، إذ إن "لَوْ" تخلص المضارع للماضي، والتقدير: أصبناهم وطبعنا.
وأجاز الفرّاء ذلك في جواب "لَوْ"؛ قال: "إذا أتاك جواب "لَوْ" آثرت فيه (فَعَل) على (يَفْعَلُ)، وإن قلته (يَفْعَلُ) جاز، وعطف (فَعَل) على (يَفْعَل)، و (يفعل) على (فعل) جائز؛ لأن التأويل كتأويل الجزاء.
وجعل ابن الأنباري "لَوْ" بمعنى: إن، ولم يعدها امتناعية، وعلى هذا يكون (أصاب) بمعنى (يصيب)، وتقديره: نصيبهم ونطبع. . . .
3 - رد الزمخشري التقديرين، ووافقه أبو حيان؛ فالعطف على الجواب جواب، والعطف يؤدي إلى خلوهم من صفة اقتراف الذنوب والإصابة بها. "وأن اللَّه لو شاء لاتصفوا بها"، إلا إذا تأولنا (الطبع) بمعنى الاستمرار في الطبع، فإنه يمكن التعاطف؛ لأن الاستمرار لم يقع وإن كان الطبع قد وقع.
4 - "وَنَطْبَعُ" معطوف على "يَرِثُونَ الْأَرْضَ"، وهو أحد أقوال الزمخشري.
وضعَّفه أبو حيان؛ لأن المعطوف على الصلة صلة، ويلزم عنه الفصل بين أبعاض الصلة بأجنبي، وهو قوله: "أَنْ لَوْ نَشَاءُ. . . "، سواء أُعربت فاعلًا أو مفعولًا.
5 - هو معطوف على مقدّر، هو المفهوم من معنى: "أولم يهد لهم. . . "؛ كأنه قيل: يغفلون عن الهداية ونطبع على قلوبهم. وهو أيضًا أحد أقوال الزمخشري. وضعَّفه كذلك أبو حيان؛ قال: لأنه إضمار لا يحتاج إليه؛ إذ قد صحَّ عطفه على الاستئناف من باب العطف على الجمل، فهو معطوف على مجموع الجملة المصدرة بأداة الاستفهام.
6 - قال أبو عبد اللَّه الرازي: المعنى هو: إن لم نهلكهم نطبعْ على قلوبهم؛ أي على معنى إما. . . وإما. وقد ضعَّفه أبو حيان؛ لأن الظاهر هو العطف بالواو، إلا إذا جعلت الواو على معنى (أو) فإنه يصح.