{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)}
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ:
تقدَّم تفصيل إعرابه في الآية 79 من السورة.
فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (?):
فَكَيْفَ: الفاء: قيل استئنافيَّة. وقلت: هي الفصيحة على الصحيح.
كَيْفَ: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب، وفيه توجيهان:
1 - التشبيه بشبه الجملة، والتقدير (في أي حالة آسى. . .)، وهو قول سيبويه.
2 - النصب على الحالية، والتقدير: (أآسفًا آسى على. . .). ونظيره إعراب قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} [سورة البقرة/ 28].
آسَى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة للتعذّر. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنا.
عَلَى: جارّة. قَوْمٍ: مجرور بـ "عَلَى". وهو متعلق بـ "آسَى".
كَافِرِينَ: صفة مجرورة، وعلامة الجر الياء.
* والجملة: قيل هي استئنافيَّة على سبيل التجريد؛ أي أنه جرّد من نفسه شخصًا يخاطبه، أو على سبيل الالتفات من التكلم إلى التكلم (?). قلت: وهذا القول ينافي الالتفات. والحق ما قاله الشهاب فلا تجريد ولا التفات في الآية. وعندنا أنها الفصيحة، وقد عطفت على محذوف، وتقديره: لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فلم تنتصحوا فكيف آسى على قوم كافرين.