3 - هي عطف حال على حال محذوفة، وفي هذا جمع من أبي حيان بين القولين.
وقد تقدَّم تفصيل القول في هذه المسألة لدى إعراب قوله تعالى: "أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا. . . " في الآية/ 170 من سورة البقرة (?).
* وجملة: "قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا. . . " استئنافيَّة جوابًا لسؤال مقدّر، فلا محل لها من الإعراب.
* وجملة: "أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" مقول قول في محل نصب.
وللشوكاني تخريج لطيف للآية؛ فالواو عنده للحال: أي أتعيدوننا في ملّتكم في حال كراهتنا للعود إليها، أو أتخرجوننا من قريتكم في حال كراهتنا للخروج منها، أو في حال كراهتنا للأمرين؟ والمعنى أن الإكراه لا يصح؛ لأن المكره لا اختيار له، فموافقته مكرهًا كلا موافقة، وعوده للملّة مكرهًا كلا عودة؛ قال الشوكاني: "وبهذا التقرير يندفع ما استشكله كثير من المفسرين في هذا المقام، حتى تسبب عن ذلك تطويل ذيول الكلام" (?).
وقال السمين (?): "قلت: وقد تقدَّمت هذه المسألة وأنه يصح أن تسمى واو الحال وواو العطف. . . ".
{قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)}
قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا:
قَدِ: حرف تحقيق.