8 - جَوّز الأخفش أن يكون متعلقًا بـ "أَخْرَجَ"، ويكون تقديره: التي أخرجها في الحياة الدنيا لعباده.
ومنع ذلك ابن الأنباري؛ إذ يلزم عنه العطف على الموصول قبل تمام صلته، كما يلزم عنه أيضًا الفصل بينهما بجملة: "قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا".
وعند الفارسي أن الفصل في الوجهين السابع والثامن ليس بأجنبي جدًا، وهو كلام -في رأيه- يشد الصلة، واستدل لذلك بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس 10/ 27]، وإلى ذلك يميل الهمداني (?)، وهو الظاهر من تخريجه لقول الأخفش. ولم يقبل السمين قول الفارسي، مخرجًا ما استدل به على أوجه هي أليق بصناعة النحو ونظم القرآن.
وقال أبو حيان: "وتقادير أبي علي والأخفش فيها تفكيك للكلام، وسلوك به غير ما تقتضيه الفصاحة. وهي تقادير أعجمية بعيدة عن البلاغة لا تناسب كلام اللَّه، بل لو قدرت في شعر الشنفرى ما ناسب" (?).
خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ:
خَالِصَةً: حال منصوبة. وسمَّى الفراء نصبها على القطع، وفسَّره السمين بالنصب على الحال.
واختلف في ناصبها على ما يأتي (?):
1 - هو الكون أو الاستقرار الذي تعلق به "في الحياة الدنيا" وتقديره: هي ثابتة للمؤمنين مستقرة في الحياة الدنيا وخالصة يوم القيامة، وهو قول الزجاج.