وعلل التبريزي والزمخشري الاكتفاء بالمعطوف عليه وحذف المعطوف على هذا التقدير بأنها خلقت للمؤمنين أصالة، وللكافرين تبعًا. قال السمين: ليس هذا جوابًا ثالثًا، ولكنه بيان لحسن حذف المعطوف وعدم ذكر المعطوف عليه.
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (?):
فِي: جار ومجرور. الدُّنْيَا: صفة مجرورة، وعلامة جرها كسرة مقدرة للتعذر، وفي تعلقه ما يأتي:
1 - أنه متعلق بـ "آمَنُوا". والتقدير: للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة.
2 - أنه متعلق بالكون العام الذي تعلق به الاسم الموصول "الَّذِينَ"، فيكون خبرًا ثانيًا عن "هِيَ". والتقدير: هي كائنة في الحياة الدنيا للمؤمنين.
3 - أنه متعلق بمحذوف حال: أي حالة كونهم في الحياة الدنيا. وهو أحد أقوال الفارسي.
4 - أنه متعلق بـ "حَرَّمَ". والتقدير: قل من حرم في الحياة الدنيا زينة اللَّه. . . وقد جَوّز ذلك الفارسي وتبعه مكي، ولم يجوزه الهمداني، لما ينشأ عنه من الفصل بين الحال وصاحبه بأجنبي.
5 - أنه متعلق بـ "زِينَةَ". ولم يجزه مكي للفصل بينه وبينه بالنعت، وهو "الَّتِي. . . "، والنعت يخرج المصدر عن الشبه بالفعل فلا يعمل.
6 - جَوّز الفارسي أن يتعلق بـ "الطَّيِّبَاتِ"، ويكون تقديره: والطيبات في الحياة الدنيا.
7 - كذلك جوز الفارسي أن يتعلق بـ "الرِّزْقِ"، فيكون: من الرزق في الحياة الدنيا. وقد رده مكي؛ لأنه يلزم عنه الفصل بين المصدر "الرِّزْقِ" وما يتعلق به بأجنبي هو قوله: "قل هو للذين آمنوا"، ولأن منزلة المصدر من متعلقه كمنزلة الموصول من صلته.