الوجه الأول:
فَرِيقًا: مفعول به مقدم منصوب بالفعل "هَدَى".
هَدَى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر.
وَفَرِيقًا: الواو: عاطفة. فَرِيقًا: مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره المذكور بعده، والتقدير: وأضل فريقًا حقَّ عليهم الضلالة، وقدّره الزمخشري وآخرون بـ "خذل".
وفي المحل الإعرابي لجملة "فَرِيقًا هَدَى" والمعطوفة عليها على هذا الوجه قولان:
1 - أن الجملتين كلتيهما في محل نصب حال من ضمير الفاعل في "تعودون". والتقدير: بدأكم حال كونه هاديًا فريقًا ومضلًا فريقًا. والرابط (قد) مقدر عند بعضهم.
2 - أنهما مستأنفتان لا محل لهما من الإعراب.
ويبنى على ذلك حكم الوقف على "تعودون"، فهو تام على القول الثاني، غير حسن على القول الأول.
الوجه الثاني:
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ:
"فَرِيقًا" الأولى منصوبة حالًا من الضمير في (تعودون)، والثانية منصوبة عطفًا على الأولى. والتقدير: تعودون فريقًا مهديًا، وفريقًا حاقًّا عليه الضلالة. وعلى هذا الوجه تكون جملة "هَدَى" وجملة "حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ" كلتاهما في محل نصب صفة لـ "فَرِيقًا"، وحينئذ يجب تقدير ضمير عائد محذوف في "هَدَى"؛ أي: فريقًا هداهم باعتبار المعنى، أو: هداه باعتبار اللفظ. واستحسن السمين الأول لمناسبته بقية الآية. ولم يذكر القرطبي غير هذا الوجه.