وقد استبعد هذا الوجه أبو حيان والسمين والشهاب وضعفوه من جهة الصنعة؛ لأن "مَا" النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، ومن جهة المعنى، إذ تقديره: ما تذكرون قليلًا، وليس بشيء. أما العكبري -في آية البقرة- فعده أقوى من جهة المعنى ولم يضعفه إلا من جهة الصنعة (?).
* وجملة: "قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ". . اعتراض تذييلي لا محل لها من الإعراب (?).
{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا:
الواو: استئنافيَّة.
وفي إعراب "كَم" قولان، أجمع عليهما المعربون، وهما (?):
1 - هي في محل رفع مبتدأ.
2 - في محل نصب على الاشتغال بفعل مضمر يفسره ما بعده. ثم تفرع الخلاف بعد ذلك، فكانت الأوجه الآتية:
الوجه الأول:
"كَمْ": خبرية يراد بها التكثير، وهي في محل رفع مبتدأ.
من قرية: "مِن" حرف جر زائد للتوكيد. "قَرْيَةٍ" تمييز مجرور، وعلامة جره الكسرة وهو على تقدير مضاف محذوف؛ أي: من أهل قرية.
أَهْلَكْنَاهَا: "أَهْلَك": فعل ماض مبني على السكون، و"نَا": في محل رفع فاعل، و"هَا": في محل نصب مفعول به. أي: أهلكنا أهلها.