باب ما جاء في التنزيل من ألفاظ استعملت استعمال القسم وأجيب بجواب القسم". وقد ذكر أبو حيان هذه الأوجه الثمانية، وتبعه على ذلك السمين، ولم تبلغ عِدّة الأوجه هذا القدر عند الآخرين.
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا: الواو: حرف عطف. بِالْوَالِدَيْنِ: الباء: حرف جر.
الْوَالِدَيْنِ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جَرّه الياء لأنه مثنى (?)، أو ملحق بالمثنى. والجار والمجرور متعلّقان (?) بـ "إِحْسَانًا"؛ لأنه مصدر واقع موقع فعل الأمر، أي: وأحسنوا بالوالدين، والباء ترادف "إلى"، تقول: أحسنت به وإليه. ويجوز تعليقه بمحذوف، أي: وتحسنون بالوالدين. . . "، أو على تقدير: واستوصوا بالوالدين. . .، أو على تقدير: ووصيناهم بالوالدين. ويجوز أن تكون الباء وما عملت فيه عطفًا على قوله "لَا تَعْبُدُونَ" إذا قيل: إنّ "أنْ" المصدرية مقدّرة، ويصبح التقدير: أخذنا ميثاقهم بإفراد اللَّه بالعبادة وبالوالدين، أي: ببرّ الوالدين، فتتعلق الباء على هذا بالميثاق لما فيه من معنى الفعل.
إِحْسَانًا: وفيه أوجه (?):
1 - مصدر لفعل محذوف، أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، فالمصدر موضوع موضع فعل الأمر. وذكر أبو حيان أنه يجوز أن يكون التقدير: وأحسنوا، أو ويحسنون بالوالدين، وينتصب إحسانًا على أنَّه مصدر مؤكِّد لذلك الفعل المحذوف. فتقديره: وأحسنوا، مراعاة للمعنى؛ لأن معنى "لَا تَعْبُدُونَ": لا تعبدوا، أو تقديره: ويُحْسِنون، مراعاة للفظ "لَا تَعْبُدُونَ"، وإن كان معناه الأمر.