6 - الوجه السادس أن تكون الجملة في محل نصبٍ بالقول المحذوف، وذلك القول حال، تقديره: قائلين لهم: لا تعبدون إلَّا اللَّه، ويكون خبرًا في معنى النهي.
وعزا هذا التخريج أبو حيان إلى الفراء، ولم نجده في "معاني القرآن" له في سياق هذه الآية.
7 - الوجه السابع أن تكون هذه الجملة في محل نصبٍ على الحال من "بَنِي إِسْرَائِيلَ" وفي الحال وجهان:
أ- أنها حال مُقَدَّرة، أي: أخذنا ميثاقهم مقدِّرين التوحيد أبدًا ما عاشوا.
ب - أنها حال مقارنة، أي: أخذنا ميثاقهم ملتزمين الإقامة على التوحيد.
قال العكبري: "وهي حال مصاحبة، ومقدَّرة؛ لأنهم كانوا وقت أخذ العهد مُوَحِّدين، والتزموا الدوام على التوحيد، ولو جعلتها حالًا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير: أخذنا ميثاقهم ملتزمين الإقامة على التوحيد جاز. ولو جعلتها حالًا مقدَّرة فقط جاز، ويكون التقدير: أخذنا ميثاقهم مقدِّرين التوحيد أبدًا ما عاشوا".
وأجاز هذا الوجه "حالًا مقدرة أو مقارنة" المبرد وقطرب، وقد سبقا العكبري إلى ذلك.
والخلاف في مجيء الحال من المضاف إليه معروف عند المتقدّمين، فبعضهم أجازه، وبعضهم منعه.
8 - الوجه الأخير أن تكون هذه الجملة جوابًا لقسم محذوف دَلّ عليه قوله تعالى: "أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ"، أي: استحلفناهم، واللَّهِ لا يعبدون. ونسب هذا إلى سيبويه، وأجازه الكسائي والفراء والمبرد.
مثل هذا في إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج تحت عنوان (?): "هذا