* وجملة "لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ" فيها ما يلي (?):

1 - أنها جملة تفسيرية، فهي مفسِّرة لأخذ الميثاق المبهم قبلها، فهي جملة لا محل لها من الإعراب. وهو عند السمين أظهر الأقوال فيها.

2 - أن يكون التقدير: أَنْ لا تعبدون، وتكون "أَنْ" مُفَسِّرة لمضمون الجملة؛ لأن في قوله: "أَخَذَنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" معنى القول، فحذف "أَنْ" المفسِّرة، وأبقى المفسِّر.

قال أبو حيان: "وفي جواز حذف "أَنْ" المفسِّرة نظر".

قلنا: وعلى هذا التقدير: الجملة لا محل لها من الإعراب.

3 - أن يكون التقدير: على أن لا يعبدوا، فحذف حرف الجر، و"أَنْ"، وارتفع الفعل بعدها. وهذا النوع من إضمار "أَنْ" في مثل هذا مختلَف فيه.

4 - الوجه الرابع: أن يكون التقدير: أَنْ لا تعبدوا، فحذف "أَنْ"، وارتفع الفعل بعدها، ويكون ذلك على تقدير أنها في محل نصب على البدل من قوله: "مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ". وليس هذا الوجه بقياس.

5 - أن تكون الجملة في محل نصبٍ بقول مقدَّر محذوف، والتقدير: وقلنا لهم ذلك، ويكون خبرًا في معنى النهي، وهو أبلغ من صريح الأمر والنهي عند الزمخشري، واستحسنه أبو حيان وتلميذه السمين. وعزا ابن هشام (?) هذا الوجه إلى الفرّاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015